أكد رئيس مجلس الأعيان، فيصل الفايز، خلال لقائه اليوم الثلاثاء بممثلي المجتمع المحلي في محافظة جرش، أهمية الالتفاف حول جلالة الملك عبدالله الثاني، ومساندة جهوده في الدفاع عن الثوابت الوطنية والمصالح العليا للأردن، في ظل المتغيرات الجيوسياسية الدولية والإقليمية، وتنامي سياسات الاحتلال الإسرائيلي التوسعية والعدوانية، مشيرًا إلى حرص جلالته على الحفاظ على أمن واستقرار الأردن وسط الفوضى والصراعات الإقليمية.
وشدد الفايز على ضرورة تعزيز الجبهة الداخلية، والتصدي لخطابات الكراهية والجهوية والطائفية، ورفض ما يُبث عبر مواقع التواصل الاجتماعي من محاولات لزعزعة النسيج الاجتماعي الأردني عبر حسابات وهمية وهجمات إلكترونية تستهدف الوطن، داعياً إلى رص الصفوف والتعامل الحازم مع كل من يسعى للإساءة إلى أمن الأردن واستقراره.
كما طالب الفايز بتقوية دور الإعلام الوطني للدفاع عن الثوابت الأردنية وتوحيد الخطاب الإعلامي، مؤكدًا أهمية أن تتحمل الأحزاب مسؤولياتها في التصدي لأصحاب الفتن وخطاب الكراهية.
اللقاء الذي حضره مساعد رئيس مجلس الأعيان العين زهير أبو فارس، ورؤساء لجان المجلس، ومحافظ جرش الدكتور فراس الفاعور، وأعيان ونواب ووزراء سابقين من المحافظة، يأتي في إطار حرص مجلس الأعيان على التواصل مع مختلف مكونات المجتمع الأردني، والحوار حول القضايا الوطنية الراهنة.
وعرض الفايز أبرز التحديات التي مر بها الأردن منذ تأسيس الدولة الحديثة، مؤكدًا أن الأردن تجاوزها بفضل حكمة القيادة الهاشمية، ووعي الشعب الأردني، وقوة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية.
وأشار إلى أن من أبرز إنجازات الدولة الأردنية قدرة جلالة الملك عبدالله الثاني على الحفاظ على أمن واستقرار الوطن في ظل صراعات إقليمية متواصلة، لافتًا إلى اعتزاز الأردنيين بقيادتهم الهاشمية، وبالقوات المسلحة والأجهزة الأمنية التي سالت دماؤها الزكية دفاعًا عن الأردن وفلسطين.
وأعلن رفضه وأحرار الوطن لأي إساءة توجه إلى القوات المسلحة أو الأجهزة الأمنية، مؤكدًا أن الأردن، بقيادته وجيشه وأجهزته الأمنية، خط أحمر لا يمكن تجاوزه، من أجل بقاء الوطن عصيًا على الانكسار، موحدًا في وجه التحديات.
وانتقد الفايز وصف المدافعين عن الوطن بالتسحيج، مؤكدًا أن من يسعى لزرع الفتنة والعبث بأمن الوطن هو الخائن، وأن من يدافع عن الوطن وقيادته هو الحريص على كرامته ورفعته.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد الفايز أن مواقف الأردن وقيادته الهاشمية كانت ولا تزال مشرفة في دعم الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه، منذ عهد الإمارة، وحتى يومنا هذا. مشيرًا إلى تضحيات الهاشميين عبر التاريخ من أجل فلسطين، بدءًا من الشريف الحسين بن علي، ومرورًا بالملك عبدالله الأول، ووصولًا إلى الملك الحسين، والملك عبدالله الثاني الذي يضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياته، ويواصل الدفاع عنها في المحافل الدولية.
وأوضح أن جلالة الملك يتصدى للممارسات الإسرائيلية العدوانية، ويوصل المساعدات الإنسانية بنفسه إلى الأشقاء في غزة، مؤكدًا أن الأردن، بكل مكوناته، كان ولا يزال المدافع الأول عن فلسطين، منذ انطلاق الثورة الفلسطينية في عام 1936 وحتى حرب عام 1948، التي شارك فيها أبناء العشائر الأردنية إلى جانب الجيش العربي.
ودعا الفايز إلى عدم السماح بنقل الصراع مع العدو الإسرائيلي إلى الداخل الأردني، محذرًا من محاولات حرف البوصلة عن العدوان في غزة والضفة الغربية، ومؤكدًا أن أمن الأردن واستقراره يجب أن يبقيا أولوية قصوى.
واختتم الفايز بالتأكيد على أن الهوية الوطنية الأردنية واحدة، قائلاً: “كلنا أردنيون من أجل الأردن، وفلسطينيون من أجل فلسطين”، مشددًا على أن الأردن لا يستطيع وحده تحمل عبء القضية الفلسطينية أو خوض حرب مع إسرائيل، وأن قرار الحرب هو قرار عربي مشترك، لكنه أكد أن الأردنيين مستعدون لبذل دمائهم دفاعًا عن الوطن وثوابته إن لزم الأمر.
كما تطرق اللقاء إلى الأوضاع الاقتصادية الراهنة، حيث أشار الفايز إلى أن التحديات الاقتصادية التي يعاني منها الأردن، بما في ذلك ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، تعود إلى الظروف الإقليمية المحيطة، والصراعات المتواصلة في المنطقة، مؤكدًا ضرورة العمل المشترك لتجاوزها.