بوست نيوز :-
الجيشُ العربيُّ المصطفويُّ تَجِدُ في تَأَمُّلِ تَسْمِيَتِهِ مَكانَةً وَمَنزِلَةً، تَستَعصي عَلَى كِبارِ المؤَلَّفَاتِ الإِجَابَةِ عَلَيْهَا، فَتَبحَرُ فِي رَسَائِلِ سَامِيَةٍ خَالِدَةٍ، تَعدَّتِ الحُدُودَ الضَّيِّقَةَ، وَلَم تَقْتَصِرْ عَلَى تَحديدِ تَسْمِيَتِهِ بِالأُردنيِّ فَقَطْ، كَمَا هُوَ فِي سَائِرِ الجُيوشِ العَرَبِيَّةِ، وَانطَلَقَ مِن رِسَالَةِ الإِسْلَامِ الحَنِيفِ وَكَانَ مُصَطَفَوِيًّا يَنْمِي فِي رُوحِ مُنْتَسِبِيهِ أَنْقَى القِيَمِ وَأَنْصَعِهَا.
بَطُولَاتٌ سَطَّرَهَا هَذَا الجَيْشُ بِبَسَالَةِ أَبْنَائِهِ، الَّذِينَ رَوتْ دِمَاؤُهُمْ ثَرَى فِلَسْطِينِ الحَبِيبَةِ الشَّقِيقَةِ التُّؤَامِ، فَلَا زَالَتْ أَسْوَارُ القُدْسِ وَالأَقْصَى الشَّرِيفِ شَاهِدَةً عَلَى هَذِهِ الدِّمَاءِ الزَّكِيَّةِ، وَضَمَّ تُرَابُهَا أَجْسَادَهُمْ الطَّاهِرَةَ لِتَبْقَى شَاهِدَةً عَلَى عَقِيدَةِ هَذَا الجَيْشِ وَجُنُودِهِ وَدِفَاعِهِ عَنْ أَرْضِ فِلَسْطِينِ وَعَرُوبَتِهَا، وَكَسْرِ أَكْذُوبَةِ الجَيْشِ الَّذِي لَا يُقْهَرُ فِي يَوْمِ الكَرَامَةِ الخَالِدَةِ، فَكَانَتْ كَرَامَةً بِالمَوْقِعِ وَالْوَاقِعَةِ وَالأَثَرِ.
هَذَا الجَيْشُ الَّذِي شَكَّلَ صُورَةً لِلْهُوِيَّةِ الوَطَنِيَّةِ الأُردَنِيَّةِ، الَّتِي تَمَازَجَتْ فِيهَا القِيَادَةُ وَالشَّعْبُ فِي أَبْهَى الصُّوَرِ وَأَنْصَعِهَا، فَكَانَ كُلُّ بَيْتٍ أُردَنِيٍّ مُنْذُ تَأسِيسِ الجَيْشِ – الَّذِي تَزَامَنَ مَعَ تَأسِيسِ الدَّوْلَةِ – إِلَّا وَلِلْجَيْشِ مَعَهُ حِكَايةٌ مَعَ أَبٍ أَوْ أَخٍ جَادَّ بِرُوحِهِ وَجَسَدِهِ خِدْمَةً وَذُودًا عَنْ حَمَى الوَطَنِ الأَشَمِّ.
لَعَلَّ فِي كُلِّ ذَاكَ إِجَابَةً وَلَيْسَتْ شَافِيَةً، فَمَهْمَا قِيلَ فِي الإِجَابَةِ عَنْ مَكانَةِ الجَيْشِ وَمَوْقِعِهِ أَيْنَ هُوَ؟ فَلَنْ تَجِدَ مَنْ يَمْلِكُ الحَدِيثَ وَالإِجَابَةَ عَنْ دَوْرِهِ وَمَكانَتِهِ، فِي قُلُوبِ أَبْنَاءِ الوَطَنِ وَالأُمَّةِ، وَالمَوَاقِفِ الَّتِي قَدَّمَتْ وَلا تَزَالُ تُقَدَّمُ، فَكَانَ صُقُورُ الجَيْشِ العَرَبِيِّ مُنْذُ اليَوْمِ الأوَّلِ مِنَ العُدْوَانِ الصَّهْيُونِيِّ الغَاشِمِ عَلَى قِطَاعِ غَزَّةَ يَقُومُونَ بِتَنْفِيذِ الإِنْزَالاتِ الجَوِّيَّةِ، الَّتِي قَادَهَا جَلالَةُ القَائِدِ الأَعْلَى لِلقُوَّاتِ المُسَلَّحَةِ المَلِكُ عَبْدُ اللَّهِ الثَّانِيِ حَفِظَهُ اللَّہُ وَرَعَاهُ، وَحَضْرَةُ صَاحِبِ السَّمُوِّ المَلَكِيِّ الأَمِيرِ الحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّہِ الثَّانِيِ وَلِيِّ العَهْدِ الأَمِينِ.
وَيُرَدُّ عَلَى كُلِّ هَتَافٍ مُسِيءٍ لِهَذِهِ المُؤَسَّسَةِ الوَطَنِيَّةِ العَرِيقَةِ وَالعَتِيدَةِ، إِنَّ الجَيْشَ العَرَبِيَّ عُنوانٌ بَارِزٌ فِي سِفْرِ الوَطَنِ، وَهُوَ بِحَمَاسَةِ وَبَسَالَةِ مُنْتَسِبِيهِ يَرْفُضُ الفِتْنَةَ وَالتَّشْوِيشَ عَلَى المَوْقِفِ الأُردَنِيِّ المشرِّفِ تَارِيخِيًّا فِي الدِّفَاعِ عَنْ فِلَسْطِينِ مُنْذُ الأَزَلِ حَتَّى اليَوْمِ.
وَسَيَبْقَى الأُردُنُّ وَجَيْشُهُ العَرَبِيُّ المُصَطَفَوِيُّ قَلْعَةً حَصِينَةً مَنِيعَةً فِي وَجْهِ عَاتِيَاتِ الزَّمَانِ، وَتَرُدُّ أَطْمَاعَ كُلِّ حَاقِدٍ أَوْ مُتَرَبِّصٍ، لَا يَسْعَى سِوَى لِلْخَرَابِ وَنَشْرِ وِيلاتِ الأَحْقَادِ وَالظَّغَائِنِ، الَّتِي سَتُكَسَّرُ بِإرَادَةٍ وَعَزِيمَةٍ أُردَنِيَّةٍ حُرَّةٍ لَا تَلِينُ.