تكتب ناديا إبراهيم نوري: علاقات مسمومة

بوست نيوز :-

عجت الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي وحديث الناس عن حادثة ضرب زوجة لحماتها، وانقسم الناس إلى فريقين؛ الأول يعذر الزوجة ويرى أن رد فعلها جاء نتيجة ظلم وتجبر الحماة، معتبرين أنها الظالمة وتستحق ما تعرضت له. أما الفريق الثاني، فوجه اللوم للزوجة بأشد العبارات، معتبرين أن سلوكها يعكس سوء تربيتها وقلة دينها، حيث أوصى الدين والعرف باحترام الكبير والتعامل مع الآخرين بالعفو والمغفرة.

أما الفريق الثالث، فقد ألقى اللوم كاملاً على الزوج، معتبرين أنه المسؤول الأول والأخير عن فساد العلاقة بين زوجته ووالدته، مؤكدين أنه لو زرع الحب بينهما لجنى السلام والمحبة بين أفراد أسرته. كما أشاروا إلى أنه ظلم زوجته الشابة بتركها تعيش الوحدة برفقة ابنها الصغير وبعيدًا عنه، وربما قصر معها في مصروف البيت وأعطى والدته الحق في إدارة البيت وتولي زمام الأمور في غيابه، مما أدى إلى تسمم العلاقة بين أفراد الأسرة الجديدة.

المحصلة، أن الخطأ يقع على الجميع وينقصهم تقوى الله. بدايةً من الزوج الذي لم يتمسك بدينه، حيث أن الدين يعتبر الزواج رباطًا غليظًا ويتطلب القدرة على تحمل مسؤولية تكوين أسرة، وهو لم يتقِ الله في زوجته التي تركت أهلها وأسرتها لتعيش معه. أقل واجباته نحوها هو أن يوفر لها عيشة كريمة. كما أن الحماة غلطانة لأنها لم تتقِ الله في تلك الشابة صغيرة السن التي وضعها ابنها، بعد أن اغترب، أمانةً عندها. عليها أن تتقي الله فيها وتنظر لها كما تنظر لابنتها، وترعاها طاعة لله وحبًا لابنها. فلو كانت تحب ابنها حقًا، لما ظلمت حبيبته، فالزوجة هي اختيار ابنها وحبيبته وأم ابنه.

وأخيرًا، نلوم تلك الشابة التي لم تراعي سن حماتها. عليها أن تحترم حماتها وتراعي الله فيها، وإن كانت الحماة ظالمة، فعليها أن تصبر إكرامًا لزوجها وغربته من أجل تحسين ظروفهم المعيشية. عليها أن تنظر لحماتها كأنها والدتها، وأنهم أسرة واحدة يجب أن تعمها المحبة والاحترام المتبادل حتى ينعم الجميع برضا الله أولاً وبالسلام ثانيًا.

ويتحرر الجميع من موروث العداء الدائم بين الزوجة والحماة.