بوست نيوز
Ad Space

القطاع المصرفي …. قاطرة نمو الاقتصاد الوطني بالعقدين الماضيين

naseem10 مارس 2024آخر تحديث : منذ 6 أشهر
naseem
شريط الاخبارمحلياتمنوعات
اعلن هنا
القطاع المصرفي …. قاطرة نمو الاقتصاد الوطني بالعقدين الماضيين
اعلن هنا

 (بترا) – رائف الشياب – شهد القطاع المصرفي في الأردن، منذ تولي جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية، تطوراتٍ كبيرة وملموسة أدت إلى نقل القطاع إلى مصاف القطاعات الاقتصادية المحلية والقطاعات المالية العربية والإقليمية.

وتجلت مسيرة القطاع في عهد جلالته وعلى مدار 25 عاماً في توسع مسيرة القطاع ونموه ضمن مسيرة طبيعية متزامنة مع نمو وتطور القطاعات الأخرى والمرتبطة مع بعضها البعض.

ولقد كان لعناصر المسيرة الأردنية التي أرسى جلالته قواعدها من الاستقرار السياسي ونعمة الأمن والأمان والتشريعات العصرية، والشراكة الحقيقية بين القطاعين العام والخاص، وتوسع النشاط الاقتصادي في المملكة وجذب الاستثمار الأجنبي، أبرز الأدوار في مساندة النمو والتطور الذي شهده القطاع المصرفي، ونتيجةً لهذه العناصر صنف القطاع المصرفي بالقطاع السليم والآمن.

كما شهد البنك المركزي مظلة القطاع المصرفي في عهد جلالته، تطوراً كبيرا ونقلةً نوعية في العمل والأهداف، وهو ما يتضح في قوة الاستقرار المالي والنقدي وتوافر بيئة مالية ونقدية مواتية لنمو وتطور القطاع المصرفي.

ومن أبرز التغيرات التي ساهمت في تطور القطاع المصرفي، إصدار قانون البنوك رقم 28 لعام 2000، والذي أحدث نقله نوعية بإدخال مفهوم البنك الشامل على القطاع المصرفي وإدماج البنوك الاستثمارية تحت البنوك التجارية، حيث بلغ عدد البنوك 21 في عام 1999 منها 9 بنوك تجارية و5 استثمارية و2 بنك إسلامي و5 فروع لبنوك أجنبية.

وفي نهاية عام 2023 وصل عدد البنوك العاملة في المملكة إلى 20 بنكاً، وتشمل 15 بنكاً أردنياً مدرجاً في بورصة عمان منها 3 بنوك إسلامية، و5 أجنبية منها بنك إسلامي.

كما شهد القطاع خلال 25 عاماً تطورا كبيرا في الانتشار الجغرافي، فقد تضاعف عدد فروع البنوك العاملة في المملكة من 463 في عام 1999 إلى 941 فرعا في عام 2022، إضافة إلى الانتشار الجغرافي للقطاع في القارات الخمس خلال الفترة (1999-2022)، فقد وصل عدد الفروع الخارجية إلى 195 فرعا و5 مكاتب تمثيل و23 مكتبا ووحدتي أوفشور، مقارنةً مع 140 فرعاً في بداية عهد جلالته.

وعلى نطاق الحاضنة العربية التي يعمل جلالته على رعايتها باستمرار، استطاع القطاع المصرفي الأردني تقديم صورة قوية عربياً، والتوسع في العديد من الدول العربية ومنها العراق والجزائر والبحرين والسعودية، إضافة الى ارتفاع عدد الفروع الخارجية للبنوك في فلسطين من 55 فرعا في عام 1999 إلى 95 فرعا و23 مكتبا في عام 2022، وقد ساهم هذا التوسع والمعطيات السابقة في مواكبة القطاع المصرفي للمرحلة الاقتصادية الجديدة التي شهدتها المملكة من الانفتاح التجاري والاقتصادي في مختلف القطاعات الاقتصادية منذ عام 1999.

وأكد مدير عام جمعية البنوك الأردنية الدكتور ماهر المحروق، في حديثه لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن من الشواهد على تطور القطاع المصرفي في عيد اليوبيل الفضي لتولي جلالته سلطاته الدستورية، وجود نقلة حقيقية في المؤشرات المالية للقطاع المصرفي، والتي تدل بشكل مباشر على النمو الاقتصادي وتوسع قاعدة الصادرات وتحسن مستويات الاستثمار الأجنبي التي شهدتها المملكة، حيث تضاعفت موجودات القطاع المصرفي 5.7 مرة خلال الفترة (1999-2023) ليبلغ رصيد الموجودات 65.518 مليار دينار مقارنة مع 11.551 مليار دينار في عام 1999، وبهذا شكلت موجودات البنوك ما نسبته 194.5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في نهاية تشرين الثاني 2023
22.4 ألف من الأردنيين، تشكل النساء منهم 35 بالمئة والموظفين الأقل من 40 عاما حوالي 74 بالمئة، كما تشير التحليلات إلى أن كل فرصة عمل مستحدثة في القطاع المصرفي قادرة على خلق فرصتي عمل بشكل غير مباشر في القطاعات الاقتصادية الأخرى.
كما يتميز القطاع بالتطوير المستمر على مدار العقود الماضية، فهو بيئة عمل لائقة وجاذبة للأردنيين حيث يعد القطاع الأقل من حيث معدل الدوران الوظيفي وبنسبة 7.4 بالمئة مقارنة مع القطاعات الأخرى، إضافة الى تركيز القطاع على تشجيع وتفعيل مساهمة المرأة الاقتصادية سواءً على مستوى القطاع او القطاعات الاقتصادية الأخرى، اذ يحرص القطاع المصرفي على تحقيق المساواة الجندرية في الوظائف بين الذكور الإناث، اذ تبلغ نسبة الاناث العاملات نحو 34.6 بالمئة من موظفي البنوك، وتعد هذه النسبة أعلى من المعدل المنقح للمشاركة الاقتصادية للمرأة في اخر عشر سنوات والبالغ 14.2 بالمئة، موضحا ان القطاع شهد أخيرا بناء سياسات تسهم في تعزيز مكانة المرأة في الوظائف القيادية في القطاع وتعزيز مشاركتها في مجالس الإدارات للبنوك.
وأشار المحروق الى ان البنوك لعبت دورا كبير في جذب الاستثمارات في عهد جلالة الملك سواءً في تعزيز مستويات الاستثمار الأجنبي والعربي في القطاع المصرفي نفسه او من خلال توفير القطاع المصرفي الخدمات المالية الملائمة للمستثمرين وخصوصا ما ورد في قانون الاستثمار من سهولة نقل الأموال وتحويل العملات وفق الضوابط القانونية، إضافة الى توسع دور القطاع في تمويل مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص والمشروعات الاستثمارية الكبرى.
وفي ذات السياق، يهدف القطاع المصرفي خلال المرحلة المقبلة الى دعم الاستثمارات الخضراء، وتطوير برامج تمويلية مستدامة لمختلف القطاعات الاقتصادية، ما يسهم بشكل مباشر في التحول الى الاقتصاد الأخضر والدائري، الذي يمتاز بزيادة التنافسية وتقليل الكلف الإنتاجية وتوفير فرص العمل الخضراء، حيث يعمل القطاع المصرفي ضمن توجهات البنك المركزي الذي أطلق في نهاية عام 2023 استراتيجية التمويل الأخضر للأعوام 2023-2028 والتي تعد خارطة طريق لتخضير القطاع المالي وفي مقدمتها القطاع المصرفي.
واوضح أن هناك العديد من المساهمات للقطاع المصرفي في تعزيز الاستثمار في المملكة، والتي تشمل العديد من الشركات والصناديق الأخرى المملوكة من البنوك منها انطلاق اعمال الشركة الاحترافية للتطوير العقاري برأسمال يبلغ 106 ملايين دينار ما يعد مساهمة واضحة من القطاع المصرفي في القطاع العقاري، إضافة الى تأسيس صندوق رأس المال والاستثمار الأردني، الذي يعد أكبر صندوق استثماري في المملكة من حيث رأس المال المصرح به والبالغ 275 مليون دينار أردني، ومملوك بالكامل من القطاع المصرفي، والذي تم تسجيله أخيرا وفقاً لقانون البيئة الاستثمارية الجديد الذي أجاز انشاء الصناديق الاستثمارية في المملكة.
وبين المحروق، أن عهد جلالة الملك قد صاغ قوة ومنعة الاقتصاد الأردني التي أصبح يمتاز بها في وجه التغيرات الاقتصادية الدولية والإقليمية، حيث تستمر المسيرة في رعاية منه لاهم واشمل خطة لمسيرة الاقتصاد، فقد رعى جلالته إطلاق رؤية التحديث الاقتصادي للأعوام 2023-2033، والتي أوضح فيها انه يأمل من خلالها الانتقال الى الأردن الذي يريد، وتحقيق اهداف وتطلعات المواطنين وخصوصا الشباب منهم. وهو ما انعكس على صياغة الرؤية بشراكة حقيقية بين القطاعات وبما يزيد عن مشاركة 500 مختص.
وكاستجابة لرؤية التحديث عمدت الحكومة إلى اعداد البرنامج التنفيذي للرؤية للأعوام 2023-2025 لتنفيذها، كما قامت في منتصف عام 2023 بعقد مؤتمر عام على التحديث لمتابعة اعمالها ومدى تنفيذها لأولويات الرؤية بالإضافة الى إطلاق الحكومة موقعا خاصا لمتابعة التنفيذ ومستوى الإنجاز.
واضاف المحروق ان القطاع المصرفي شارك في اعداد رؤية التحديث الاقتصادي التي تعتبر فرصة حقيقية لإطلاق الإمكانات الاقتصادية وفتح آفاق النمو، حيث يوضح التوجه الاستراتيجي لقطاع الأسواق والخدمات المالية ضمن الرؤية دور القطاع المالي بوصفه أحد المُمكنات للنمو الاقتصادي واداة وصول المواطنين الى التمويل.
كما قدمت الرؤية جملة من المبادرات لتعزيز ريادة العمل المصرفي في المملكة والانتقال الى عصر جديد من الخدمات المالية الذكية، كالبنوك الرقمية والبنوك المفتوحة، والربط بين أدوات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات المالية الحديثة مثل البلوكتشين وغيرها من الأدوات، كما ان المبادرات الواردة في الرؤية وجميع الأولويات الخاصة بها ستكون محورا لتحول حقيقي في القطاع المالي ليدخل إلى مرحلة جديدة مبينة على التكنولوجيا المتطورة وليكون قادراً على تطوير منتجات وخدمات مالية أكثر ملاءمة وشمولية وكفاءة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)